قصص اسلامية

قصة نبي الله صالح مع قومه ثمود

قصص الانبياء مفيدة للاطفال

قصة نبي الله صالح مع قومه ثمود

استمتعوا بقراءة قصص الانبياء وأجمل القصص والحكايات الدينية المفيدة والمسلية للاطفال الصغار، احداثها رائعة وجميلة ونهايتها فيها حكمة جميلة جدا للاطفال، اورع قصص دينية للاطفال نقدمها لكم من خلال موقع قصص وحكايات

﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [هود: 61].

الشيطان هو السبب في كل ما أصاب البشرية من أضرار! وليس الشيطان وحدَه هو المسؤول؛ لكن بعض البشر من الذين كُتب عليهم الضلالةُ يسمعون كلام الشيطان، ويعيثون في الأرض فسادًا، والشيطان شاطر مخادع لحوح، ويدخل للإنسان من الجهة التي يخاف منها الإنسان، والجهة التي تهوى إليها نفسه، فيُوسوس له ويُمنِّيه ويُغريه، ويقسم له ويوعده بالفوز إذا عصى أمر الله! والإنسان ضعيفٌ يخاف أن يفقد ماله أو منصبه، وكثير من الناس يُخطؤون بسماع كلام الشيطان، وتكون العاقبة وخيمة، ويندمون حين لا ينفع الندم، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يوسف: 5]، وقال الله أيضًا: ﴿ لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [النور: 21]؛ لكن الإنسان كثير النسيان! في حاجة دائمًا إلى من يُذكِّره ألَّا يتَّبع خطوات الشيطان؟ وفي كثير من القصص القرآني نجد للشيطان وإبليس دورًا كبيرًا؟ إبليس الشيطان هو ممثِّل الشرِّ، والحقد، والحسد، والغيبة والنميمة، والإغراء والإغواء؟ هو كل الشر وكل السوء! هو الذي أخرج أبانا آدم وأُمَّنا حوَّاء من الجنة، وهو السبب في نزولهما إلى الأرض؟ وهو الذي وسوس لقابيل أن يقتُل أخاه هابيل! وهو الذي وسوس للناس أنِ اعبدُوا الأصنام حتى أغرق الله الأرض ومَنْ عليها، ونجَّى نبي الله نوحًا والذين آمنوا به بالسفينة! وبعدها جاء قوم عاد، ونسِي البشر مرة أخرى! ووسوس لهم الشيطان وعبدوا الأصنام! إلى أن سلَّط الله على قوم عاد الريح العقيمة التي أبادتهم جميعًا، ثم جاء بعدهم قوم ثمود ونبينا صالح، وقبيلة ثمود قبيلة كبيرة ومعروفة، وكانت تسكن منطقة يُقال لها الحجر بالقرب من مدينة تبوك، وكان نبي الله صالح كبيرًا فيهم، وله مكانة بينهم، وكانوا يعرفونه جيدًا، وقوم ثمود كانوا متقدِّمين جدًّا في الهندسة والزراعة، كان عندهم كل ما يكفيهم من مأكل طيب ومنازل، وقصور كبيرة منحوتة داخل الجبال ببراعة وعلمٍ شديد، وكانوا أقوياءَ أصحَّاءَ، خالين من الأمراض والأوبئة، بيئة نظيفة وصحَّة وقوَّة، وملبس ومأكل طيب لذيذ شهي صحي، ومشرب عذب غير ملوَّث بسهولة ويُسْر دون مجهود! وبدلًا من أن يحمدوا الله على ذلك، وسوس لهم الشيطان فبغى قوم ثمود، وطغوا وعاثوا في الأرض فسادًا، ظنًّا منهم أن ما عندهم ليس لله دخل فيه، وأنهم أقوياء ولا أحد يقدر عليهم! وأنساهم الشيطان أن الله هو الرزَّاق، هو الفتَّاح، هو المعلم الذي أمدَّهم بالعلم لكي ينحتوا الجبال، وهو الذي يمدُّهم بالغذاء الطيِّب، نسوا الله وعبدوا الأصنام! والله يحبُّ عباده، يريد منهم أن يهتدوا إلى طريق الخير، يريد منهم أن يعبدوه وحده؛ لأنه هو الأَوْلى بالعبادة، وليس إبليس اللعين، يعبدون أصنامًا لا تنفع ولا تضُرُّ، ويتركون عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد الذي يُطعمهم ويَسقيهم ويُعلِّمُهم، والله بيده كل شيء: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، ومِن حبِّ الله للبشر أرسَل لهم أنبياءَ يُحذرونهم من إبليس الشيطان، وأرسل الله لهم أخاهم صالحًا، وهو منهم وهم يعرفونه جيدًا، قال لهم صالح: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 73]، وحذَّرهم أن كل ما هم فيه من عِزٍّ وصحَّةٍ وجمال من الله، وأن الله قادرٌ على أن يُفنيه في لحظة أو أقل، وحذَّرهم بأن الله أهلك قوم نوح وقوم عاد قبلهم بسبب كفرهم، وعبادتهم للأصنام، واتِّباعهم خطوات إبليس الشيطان، وأبلغهم أنه ناصح أمين، وأنه لا يريد من وراء نصحهم وإرشادهم إلى طريق الله الواحد وعبادته أجرًا، لكن لا فائدة، وقالوا له: ﴿ أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ [الشعراء: 185]: أي: المضروبين بالسحر، ولو أننا سمِعنا كلامَكَ، وتركنا عبادة الأصنام، نكون نحن الخاسرين! وبغوا وطغوا وعاثوا فسادًا، وطلبوا من صالح آيةً وعلامة على صدق قوله، وأنه نبي من عند الله! وطلبوا طلبًا عجيبًا غريبًا لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى، طلبوا ناقة عشراءَ تخرج لهم من صخرة صلبة كبيرة يَعرفونها، يشربون لبنها، وأن يكفيَهم كلَّهم! وأخذ نبي الله صالح عليهم العهود لئن أخرج الله الناقة من بطن الصخرة أن يعبدوا الله، ويتركوا عبادة الأصنام، فوافقوا كلهم، وصلى نبي الله صالح، وطلب من الله أن يُلبِّي طلبهم، والله يحبُّ عباده، ويريد منهم الهداية، أخرج لهم الناقة العشراء من بطن الصخرة الصُّلْبة، ورأوها بأعينهم، وشربوا لبنها كلهم، وقال لهم نبي الله صالح: ﴿ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ [الشمس: 13] اتركوا الناقة ترعى في أرض الله، ولا تمسُّوها بسُوء، واتركوا لها بئر الماء تشرب منها يوم ولهم يوم يشربون فيه من البئر، على أن يشربوا لبنها يوم شربها من البئر، وإلَّا تعرَّضُوا لغضب من الله، ووسوس لهم الشيطان مرة أخرى: ما هذه الناقة؟ وما فائدتها؟ ولماذا تشرب يومًا من الماء وهم يشربون في اليوم التالي؟ إن هذه الناقة تؤذي صغاركم! وتخاف منها بهائمكم! والشيطان شاطر لحوح زنَّان وسوس لهم: اعقروها؟ واتَّفَق قوم ثمود على عقر الناقة؟ وكان في مدينة ثمود تسعة رهط مجرمون يعيثون في الأرض فسادًا! أعطوا زعيمهم عطية مثل بعض المال أو شيء من هذا القبيل، نظير أن يعقر الناقة، فعقرها، وهو ليس خائفًا من عذاب الله، ولا وعيد نبي الله صالح لهم ألَّا يمسُّوها بسوء: ﴿ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأعراف: 77] قال لهم صالح: إن العذاب سيقع عليكم بعد ثلاثة أيام ﴿ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ [هود: 65]، فأصبحوا يترقَّبون العذاب! وأراد تسعة الرهط المجرمون الذين عقروا الناقة قتل نبي الله صالح قبل انتهاء الأيام الثلاثة، فاختبأ التسعة المجرمون في كهف؛ حتى إذا خرج صالح للصلاة يقتلونه، وسوف يُخبرون أقارب صالح أنهم لم يشاهدوه؟ وأثناء وجودهم في الكهف أسقط الله عليهم صخرةً كبيرةً، سدَّت فتحة الكهف، وماتوا داخل الكهف! وخرج صالح والذين آمنوا معه خارج المدينة التي بها قوم ثمود، وبعد ثلاثة أيام سلَّط الله على قوم ثمود صيحةً قويةً شديدةً أرعبتهم، فظلُّوا في أماكنهم لا يستطيعون الحراك! ثم زلزال شديد، فهلكوا جميعًا وتمزَّقوا، وأصبحوا كالهشيم الذي في حظائر البهائم يكنسه عامل الحظيرة! والعجيب أنه رغم قوَّتهم وقصورهم المنيعة،وزراعاتهم المتطورة المتقدمة، ورغم صحَّتهم القوية، إلَّا أنهم لم يفعلوا شيئًا، ولم ينفعهم شقيُّهم الذي اتفقوا جميعًا معه على قتل الناقة! ونجا نبيُّ الله صالح بأمر الله، ودُمِّرت ثمود؛ قال الله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ [الشمس: 11-15].

وهكذا كان الشيطان وإبليس وأعوانهما من شياطين البشر الطُّغاة العتاة المتكبِّرين الذين لا يخشون أوامر الله وعقابه في يوم القيامة – سببًا أساسيًّا في تدمير قرية ثمود بهذه الطريقة المرعبة المدهشة العظيمة، فعلينا أن نكون حذرين من الوقوع في مخالب الشيطان.

للمزيد من الحكايات المفيدة يمكنكم تصفح: قصص أطفال اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق ,وانتظرونا فى قصه جديدة وحكايه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى