قصص اسلامية

قصة آسيا زوجة فرعون

أتاها الله من جمال العقل ومنحها من الحكمة و الإيمان والجمال ما يخلد ذكراها إلى يوم الدين ضربها الله -سبحانه وتعالى- للمؤمنين، لتكون نموذجا يحتذى وقدوة تتبع، هي آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون .

حياتها

هي آسيا بنت مزاحم زوجة أكبر طاغية في زمانه  فرعون عدو الله ،كانت تعيش آسية متنعمة في قصرها بين الجواري والعبيد ، ولديها من المال ما يغنيها العمر بأكمله وكان فرعون طاغيا ولكنها لم تتأثر به ولم تشاركه ملكه وعمله.

قصة آسيا مع سيدنا موسى عليه السلام

أحد الأيام حلم فرعون بأن ذكرا من بني إسرائيل سيأخذ منه الحكم فذعر لذلك وأمر بقتل كل ذكر، وعندما ولد سيدنا موسى عليه السلام خافت عليه أمه من أن يقتل، فأوحى الله لها أن تضعه في صندوق خشبي وتلقيه في النهر سار به النهر نحو قصر فرعون، فرأوه الخدم والتقطوا الصندوق دون فتحه وذهبوا به للقصر ولما رأت آسيا  موسى عليه السلام استبشرت به وأحبته، فكانت آسيا لا تنجب الولد فذهبت لفرعون وتوسلت إليه أن يصبح ولدهما، فوافق فرعون على ذلك على مضض، وكان موسى يأبى أن يرضع من أي مرضعة، ويبكي طوال الوقت جوعا، فأمرت آسيا الخدم بعرض موسى بالسوق لإيجاد مرضعة له.

كانت أم موسى عليه السلام قد ارسلت ابنتها تتبع خبره حيا أم ميتا، فلما رأته في السوق وعلمت أنه يرفض الرضاعة قالت إنها تعرف من يستطيع إرضاعه، ودلتهم على أمها، فذهبوا إلى أم موسى ورضع موسى من ثدي أمه، فارتاح قلبها ن وعندما بشرت آسيا بإيجاد المرضعة لموسى أمرت بإحضار أم موسى وطلبت منها المكوث معه في القصر لأنها لا تستطيع على فراقه لحبها الشديد له، لكنها لم توافق على ذلك فهي لا تستطيع ترك زوجها وأولادها والمكوث في القصر، لكنها قالت لها أنها تستطيع أخذ موسى وإرضاعه في المنزل، وإرجاعه بعد فترة الرضاعة أخذت أم موسى عليه السلام ابنها إلى بيتها حتى تنتهي من فترة الرضاعة فكبر موسى وترعرع بين كنفي أمه كما وعدها “الله” تعالى، وفي قصر فرعون حتى بلغ أشده وأصبح شابا يافعا.

بعد ما كبر موسى عليه السلام اختاره “الله ” ليكون نبيا من أنبيائه، وأنزل عليه الوحي وأمره بدعوة فرعون وقومه إلى طريق الحق، إلا أن فرعون رفض دعوته، ولكن آسيا آمنت بما يقوله موسى داخل قلبها وعرفت أن ما يقوله حق.

قصة تعذيب فرعون لزوجته آسيا وثباتها

كانت قد آمنت ماشطة قصر فرعون بسيدنا موسى عليه السلام وعندما علم فرعون بذلك أمر بقذفها هي وأولادها في النار علم فرعون بإيمان زوجته بعد أن دافعت عن الماشظة أمرها أن ترتد عن دينها إلا أنها رفضت ذلك فتوعدها بعذاب شديد فجمع قومه وقال لهم : ماذا تعلمون في آسيا بنت مزاحم ، فأثنى عليها قومها ، ثم قال لهم : إنها تعبد إلها غيري فقالوا له اقتلها.

نادى فرعون في جنوده، فأوتدوا لها الأوتاد وشدوا يديها ورجليها ووضعوها تحت أشعة الشمس المحرقة ، وأمر جنوده بوضع صخرة كبيرة على ظهرها ، ولكن قبل أن تلقى الصخرة على ظهرها رفعت بصرها إلى السماء وقالت : رب ابن لي عندك بيتا في الجنة لم تبالي بالتعذيب والإذلال وثبتت على إيمانها ، فأبصرت منزلها في الجنة وفاضت روحها وألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه .

لقد جعل الله السيدة آسيا مثالاً في الثبات، والصبر عند الشدة والابتلاءات والتصديق بالله والإيمان به وحده، فلم يضرها كفر وطغيان زوجها ، ولم تتكبر مثله ، بل عرفت الحق وثبتت عليه ، فكافأها الله ببيت في الجنة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها من سيدات نساء العالمين، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء : إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ». رواه البخاري ومسلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى