قصص اسلامية

قصة السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها ) أم المؤمنين

هي خديجة بنت خُويلد بن أسيد بن عبد العُزّى بن قُصي القرشيّة، يلتقي نسبها مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الجدّ الخامس؛ قُصي بن كلاب، كانت أشرف نساء قريش نسباً، وأكثرهنّ أموالاً ، وزوجة النبي -صلّى الله عليه وسلّم_ وأول من آمن به من النساء .

 

مولدها ونشأتها

اسمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي وأمها فاطمة بنت زائدة قرشية من بني عامر بن لؤي ولدت في مكة قبل ولادة الرسول محمد بخمسة عشر عامًا، أي على وجه التقريب ولدت في عام 556م، نشأت وترعرعت في بيت حسب ووجاهة وإيمان وطهارة سلوك، حتى سميت بالطاهرة وهو لقبها قبل الإسلام.

مات والدها يوم حرب الفجار، كانت امرأة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه، بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا فكان لها حظ وافر من التجارة وبلغت منزلة عظيمة في الكرم والأخلاق الرفيعة وكانت نساء مكة  يعرفن عنها ذلك؛ فكن يذهبن بأنفسهن إليها في بيتها، فينلن من كرمها وفضلها الشيء الكثير. وكانت إذا ما خرجت إلى البيت العتيق، لتطوف به، خرجن معها، وقد أحطن بها، فلا تلغو واحدة منهن، ولا تتكلم إلا بالجد من الكلام، ولا يحببن أن يسمعن من أحد لفظة نابية، قد تجرح سمع السيدة خديجة، رضي الله عنـها.

 

زواجها من النبي -صلّى الله عليه وسلّم

 

تزوجت السيدة خديجة بنت خويلد قبل النبي صلى الله عليه وسلم أبي هالة بن زرارة التميمي، وبعده تزوجت عتيق المخزومي ،  اختار الله سبحانه وتعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوجة تناسبه وتؤازره، وتخفف عنه ما يصيبه، وتعينه على حمل تكاليف الرسالة، وتعيش همومه، فقد كانت ـ رضي الله عنها فعندما كانت تستأجر الرجال ليتجروا بمالها،بلغها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار. فقبل وسافر معه غلامها ميسرة ، وقدما الشام و رأت خديجةـ رضي الله عنها ـ في مالها البركة ما لم تر قبل هذا عندما تاجر مع ( النبي ) كما حدثها ميسرة عن سماحته وصدقه وكريم أخلاقه بعد عودتهم من الرحلة .

فتحدثت برغبتها في زواجه إلى صديقتها نفيسة أخت يعلى بن أمية وأرسلتها إليه سرا تعرض عليه نكاحها، فقبل وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والذي زوجها عمها عمرو لأن أباها كان مات  وحين تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت أيماً بنت أربعين سنة، وكان كل شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها وهي أول امرأة تزوجها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، وهي أم أولاده جميعاً، إلا إبراهيم فإن أمه مارية القبطية ـ رضي الله عنها ـ .

وقد ولدت خديجة ـ رضي الله عنها لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – غلامين وأربع بنات ( القاسمم – عبد الله – زينب -رقية -أم كلثوم -فاطمة ) كانت السيدة خديجة أول من آمن بالله -سبحانه-، وبرسالة محمد -عليه الصلاة والسلام-، فقد صدقت بما جاء به من عند ربه وموقفها آزرته، وخفّفت عنه ما ألم به حين نزل عليه الوحي أول مرةٍ بواسطة جبريل -عليه السلام-.

دورها مع الرسول صلى الله عليه وسلم

 

عندما أخبرها عليه الصلاة والسلام بما حدث معه في غار حراء طمئنته فقالت: كلا، واللَّه لا يخزيك اللَّه أبدا، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق وذكرت خصاله الحميدة، وتوجهت به إلىابن عمها ورقة بن نوفل وكان امرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب. وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا بن عمي، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى. فقال له ورقة: «هذا هو الناموس، جبريل – عليه السلام – الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا (أي شابا قويا)، ليتني أكون حيا، إذ يخرجك قومك. فقال النبي ﷺ: «أو مخرجيّ هم؟» قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودي. وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي (أي انقطع).

وعندما جائه أمر( الله تعالى )  بأن يدعو الناس إلى الإسلام ، وأخذ يدعو الناس إلى الإسلام سرًا، لكي لا يثير عداوة قريش. فبدأ ﷺ بأهله وأصدقائه، وكانت زوجه خديجة، رضي الله عـنها، أول من آمن بدعوته إلى الإسلام هبت نفسها وبيتها لخدمة المسلمين، واستغلت مكانتها في دفع الأذى عن الرسول – صلى الله عليه وسلم –  فكانت له نعم العون والنصير.

مكانتها

كانت تتميز  السيدة خديجة، رضي الله عـنها، من رجاحة العقل، وحسن العشرة لزوجها؛ فما كان جزاؤها إلا أن بشرها الله عز وجل، على لسان جبريل، عليه السلام، ببيت في الجنة، كانت، رضي الله عـنها، امرأة صالحة، وصلت بفضل إيمانها إلى أن تتبوأ مكانة بارزة في قلب رسول الله إذ لم تستطع أي واحدة من أمهات المؤمنين أن تزحزحها عن مكانتها هذه، حتى إن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عـنها، كانت شديدة الغيرة منها ولم ينساها النبي حتى بعد وفاتها.

وفاتها

 

توفيت، رضي الله عـنها، قبل الهجرة بثلاث سنين، وقبل معراج النبي ، ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالمعلاة تاركة سيرة عطرة، وحياة حافلة وقد حزن النبي لفراقها ولم ينسها قط دائم ذكرها والثناء عليها .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى