قصص وعبر

قصة وعبرة بعنوان (اليقين)

احداث القصة

قصتنا قصة واقعية عن الأمل والإيمان واليقين “بالله” وفوايد الإستغفار والدعاء بتضرع ” لله ” وتيقن الإستجابة فالدعاء عبادة و قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وبالإستغفار يفتح الله الأبواب المغلقة ،قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) .

الأحداث

 

كانت بطلتنا عندما تزوجت 27 عاما، وخلال الخمسة سنوات الأولى من الحمل لم يحدث معها حمل على الإطلاق، ومن بعدها توالت محاولاتها في التلقيح الصناعي لحصولها على ولو طفل واحد ، كانت المرأة العادية والتي تعاني من مشاكل في الحمل والإنجاب الطبيعي كان الأطباء يعيدون إليها بويضتها الملقحة ويضعونها في رحمها، وتصبح بعدها أمام خيارين إما أن تثبت البويضة في الرحم بحول الله وقوته وإما تنزل، أما هذه السيدة فكانت تعاني من أن مخزون البويضات بجسدها منعدم من الأساس، وللتوضيح هي امرأة في عمر العشرينات ولكن جسدها وكأنه في عمر السبعينات أو الثمانينات!

بالإضافة أنها تعاني من أن لها رحما مهاجرا، بمعنى بطانة رحمها مقسمة، أي أنه وحتى ولو كانت البويضة ملقحة وجيدة فالرحم لا يمكنه الاحتفاظ بها مطلقا!؛ ومن هنا بدأت رحلة معاناتها بإجراء الكثير من العمليات الجراحية، ولم تكتفي بحدود أوطانها بل غادرت بلادها للولايات المتحدة الأمريكية، قطر، وتركيا؛ كانت كلما وصف لها بلدا رائدا أو طبيبا مختصا ذهبت إليه دون أن تتردد في ذلك.

كان الأطباء يسدون إليها نصيحة بألا ترهق نفسها، وكان سبب نصيحتهم أنها عقيم لن يصلح معها طبهم ولا علمهم في أي شيء؛ ولكنها لم تيأس فاتجهت لرب الكون بأسره، عزمت على قراءة سورة البقرة يوميا قبيل صلاة الفجر بساعة واحدة، وقامت بشراء ملابس لطفل رضيع، كانت في كل ليلة تضع الملابس على المصلية نصب عينيها وتضرع إلى خالقها سبحانه وتعالى وتناجيه قائلة: (يا ربي هذه الملابس مني، ولكن الحمل من عندك أنت وحدك، أنا على يقين بأني عقيم، وأحمل في قلبي كل الرضا عما كتبته لي وخصصتني به، ولكني على يقين تام بأن بيدك الكتاب تثبت به من تشاء من عبادك، وإن كان هذا الطفل الذي سهبني إياه ليس بخير لي، فأنت سبحانك بقدرتك ورحمتك قادر على أن تجعله خيرا لي).

داومت تدعو كل ليلة دون أن تحسب عدد أيام، كانت من كثرة هوسها بأن تصبح أما، كانت بكل يوم تأتي باختبار حمل منزلي، وتجريه كل يوم بلا توقف، وفي يوم من الأيام كان الاختبار به خطين، ركضت إلى الطبيب لتريه إياه، فأخبرها طبيبها بأن هذا الأمر مستحيل، وأخبرها بأنه حمل كاذب، وما هو إلا بعض تكتلات دموية وستنزل من الرحم في غضون أيام، ذهبت لطبيب غيره وبعد الفحوصات والتحاليل، أخبرها بنفس ما قيل لها من طبيبها الأول.

وبالفعل وجدت بعض التكتلات الدموية تنزل من رحمها، ولكنها أخبرت نفسها بأنه يستحيل حدوث ذلك، فهذا وعد رب العالمين سبحانه وتعالى، وتلت على نفسها الآية الكريمة: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، أخذت تذكر نفسها بأنها لم تتهاون في أمور الله سبحانه وتعالى ولطالما حملت نفسها على فعل الطاعات واجتناب معاصيه سبحانه وتعالى، وأنه لن يخزها أبدا وسيقر عينها ويبرد قلبها.

وبالفعل انتظرت أسبوعين اثنين وحسب وأجرت اختبار منزلي آخر وكانت نتيجته إيجابية، فذهبت لطبيبها والذي كان مذهولا بعدما قام بفحصها لدرجة أنه أمسكها من يدها وخرج على مرضاه قائلا: “جميعكم لديكم أمل في أن تصبحون حوامل إلا هذه، هذه كان أملها مستحيل فقد كانت جميع نتائجها بالسالب ولا يمكن إلا أن تكون سالب، اسألوها ماذا فعلت لتصبح حاملا”!

وبالفعل تابعت حملها والذي لم تشهد فيه أي صعوبات، ووضعت أول ابن لها وكان في غاية الجمال، لم تتخلف هذه السيدة عن وردها ولا يوما واحدا إلا في أصعب الحالات، وكانت تعوض ذلك بأن تقوم بوردها بالنهار، استجاب الله سبحانه وتعالى لسؤلها وأعطاها من فضله العظيم، فصار لها ثلاثة من الأطفال ولدين وابنة غاية في الجمال، وجميعهم كانت ولادتها ولادة طبيعية لم تعاني فيها آلام ومشاق؛ صارت ترعاهم أفضل رعاية وتهتم بهم أفضل اهتمام، وتربيهم على كتاب “الله” وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

هذه القصة تعلمنا الصبر وان “لله” حكمته في كل شيء ،وعلى كل سيدة تطمح لإنجاب الأطفال وسماع كلمة أمي الالتزام بما فعلته هذه السيدة من تقرب من الله سبحانه وتعالى ودعاء بيقين وثقة في خالقها سبحانه وتعالى، على كل من كان لديه أمنية او ضائقة أو كرب أو من كان مريضا أو لديه عزيز عليه مريض الالتزام الدائم بالدعاء وألا يفرط فيه ففي الدعاء الخلاصة وتحقيق كل ما ترغب فيه بمشيئة الله سبحانه وتعالى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى