قصص اسلامية

قصة السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها

هي حبيبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبنت خليفته أبي بكر الصديق – رضي الله عنه عائشة ام المؤمنين.

نشأتها

 

تولى أبوها تعليمها؛ إذ لم يكن منشغلا بما انشغل به أبناء الأسر القريشية الكبرى فأخذت عنه عائشة علوم قومها من فصاحة وشعر، ومعرفة بأيام العرب، وعلم بالأنساب وكان أبو بكر “أنسبَ قريش لقريش  كانت حَكَماً للشعراء الشباب من أبناء الصحابة في مشاعراتهم ، كان لديها استعداد فطريّ لسرعة الحفظوالدها عبد الله بن أبي قُحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة بن كعب، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أرنبة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة ،كانت “عائشة ممن ولِد في الإسلام اما وصفها فكانت جميلة، وضيئة، بهية المنظر،قامتها مائلة إلى الطول شعرها كان طويلاً نشأت  -رضي الله عنها- في بيت خلا من الجاهلية، تعمه المودة والرحمة والحماسة للدين الجديد . وحسن الفهم وجودة التعبير عن نفسها كانت تملك ذاكرة صمغية يلصق بها كل شيء و قدرتها على توجيه وتطويع طباعها الشخصية من غيرة وحدّة وجرأة من أجل القيام برسالتها مما جعلها وعاء للعلم النبوي.

زواج الرسول من عائشة

بعد وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، جاءت خولة بنت حكيم إلى النبي ﷺ تسأله أن يتزوج، فسألها: «وَمَن؟»، قالت:

(إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا)، فقال: «وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟»، فذكرت له البكر: “عائشة”، والثيّب: “سودة بنت زمعة”، فوافق رسول الله، وتزوّج السيدة سودة بنت زمعة لتربي بناته وترعاهنّ، وتزوّج عائشة رضي الله عنها والتي كانت تبدو أكبر من عمرها وتزوجها اكراما لابيها كما رأى  في منامه جبريل، وقد جاء بها في ثوب من حرير، وقال له: «هَذِهِ امْرَأَتك» ورؤيا الأنبياء حق ورؤيا الأنبياء وحي.

تم العقد عليها قبل الهجرة بثلاث سنوات تقريباً، ولكن الزواج تم بعد الهجرة  في السنة الأولى للهجرة النبوية من مكة إلى المدينة ، وعن حب رسول الله عليه الصلاة والسلام لها وصفته قائلة  (قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ)،لكنّ حبّ رسول الله لها كان أكبر من ذلك، حيث إن أبا زرع طلق أم زرع، ورسول الله لم يطلق زوجته.

حياتها مع الرسول

كانت العين الراصدة ليوميات صاحب الدعوة عليه الصلاة والسلام والأذن الواعية للعلم النبوي فصارت بذلك التلميذة النجيبة الأولى في مدرسة النبوة ، أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث ، ولا يوجد في نساء أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – امرأة أعلم منها بدين الإسلام وإلى جانب علمها بالحديث والفقه ، كان لها حظ وافر من الشعر وعلوم الطبّ وأنساب العرب ، واستقت تلك العلوم من زوجها ووالدها ، ومن وفود العرب التي كانت تقدم على( رسول الله ) صلى الله عليه وسلم  ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب في نزول بعض آيات القرآن ، ومنها آية التيمم ، وذلك عندما استعارت من أسماء رضي الله عنها قلادة ، فضاعت منها ، فأرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعض أصحابه ليبحثوا عنها ، فأدركتهم الصلاة ولم يكن عندهم ماءٌ فصلّوا بغير وضوء ، فلما أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ، فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير لعائشة: ” جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً ، وجعل للمسلمين فيه بركة ” متفق عليه .

 حادثة الافك

كان النبي صلى الله عليه وسلم حين يخرج في غزواته يقترع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها، وفي غزوة بني المصطلق كانت عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبينما هم في طريق العودة إلى المدينة، مشيت عائشة مبتعدة عن الجيش حتى قضت حاجتها، ثم عادت إلى راحلتها، فافتقدت عقد لها، فعادت تلتمسه.

سار الموكلون براحلتها دون ان يدركوا انها ليست بهودجها وعندما عادت السيدة عائشة وجدت ان الجيش قد رحل ،فانتظرت في موضعها، ظنا منها أنهم سيفتقدونها فيرجعون لها شعرت بالنوم فنامت ، كان صفوان بن المعطل السلمي قد تأخر عن الجيش، فمهمّه كانت جمع ما قد يسقط من الناس أثناء رحيلهم (وهذا كان من عادة الجيوش وقتها)، فرأى السيدة عائشة فعرفها فأناخ راحلته وتأخر عنها حتى ركبت، وانطلق بها حتى بلغا الجيش وهو في المدينة، فرآهما عبد الله بن ابي بن سلول وكان في جمع من المنافقين وقال :(عائشة مع صفوان؟! والله ما تركها حتى أصاب منها وأصابت منه).

بدأ ينتشر قول ابن أبي سلول بين الناس، وأصحبوا يتناقلونه وعائشة لا تدري بأمره شيئاً؛ فقد مرضت مرض شديد استمر شهر، سوى أنها لاحظت أن رسول الله قد تغير عليها؛ فقد كان يلاطفها بشكل أكبر في السابق ،ثم بدأ يسقط في هذا الأمر بعض المؤمنين أصحاب الصلاح  عندما شفيت عائشة خرجت مع “أم مِسْطَح” ليلاً لقضاء الحاجة، فتعثرت أم مسطح فقالت: (تعس مسطح)، فغضبت عائشة وقالت لا تقولي هذا عن رجل شهد بدرا، فقالت أم مسطح أما سمعتي ما قال؟! قالت وما قال؟ فعندها علمت عائشة بحديث الافك، فعادت إلى البيت وهي تبكي حتى كاد بكاؤها يقطع كبدها.

دع الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب” و”أسامة بن زيد” – رضي الله عنهما – يستشيرهما، فأما أسامة بن زيد فقال: (يا رسول الله، أهلك ولا نعلم إلا خيرًا)، وأما علي بن أبي طالب فقال:

(إن تسأل الجارية تصدقك -أي خادمة عائشة-)، فدعا رسول الله ﷺ بريرة، فقال: أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك؟ قالت بريرة: (لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله).

مما لا شك فيه أن أم المؤمنين كانت بريئة من كل الاتهامات براءة كاملة، إلا أن الحاجة كانت داعية إلى التحقيق والتمحيص لتسكيت ألسنة الناس والمحدثين بالأقاويل  فسأل الرسول – صلى الله عليه وسلم – (زينب بنت جحش)، وهي التي تنافس (عائشة) من أزواج النبي، عن أمر (عائشة)، فقال “يا (زينب) ما علمت ما رأيت؟ فقالت: “يا رسول أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيرًا”. ثم دخل رسول الله على (عائشة)، وهي كانت مضطجعة على فراش المرض وأبواها جالسان عندها، لا يجف لها دمع، وقال: “يا (عائشة) إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه”. ونزل الوحي على رسول الله ببراءة (عائشة)، وكانت أول كلمة قالها رسول الله: “يا (عائشة) احمدي الله؛ فقد برّأك الله”، ثم تلا قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة النور.

وفاة رسول الله في بيت عائشة

لما مرض النبي عليه الصلاة والسلام  مرضه الأخير، كانت رغبته أن يمرض في بيت عائشة، فاستأذن زوجاته فأذنّ له لمعرفتهن بمكانة عائشة لديه، فكانت حبيبة رسول الله عليه الصلاة والسلام  ورفيقته في الدرب إلى آخر حياته.

حياتها بعد وفاة النبي

بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم واختيار أبى بكر خليفة للمسلمين، لزمت السيدة عائشة حجرتها، ولما أراد أزواج النبى أن يرسلن عثمان إلى أبى بكر يسألنه ميراثهن من النبى محمد، استنكرت السيدة عائشة وقالت لهن: «أليس قد قال رسول الله لا نُورَثُ ما تركنا فهو صدقة»، ولم تطل خلافة أبى بكر، فحضرته الوفاة بعد سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال من خلافته، وقد أشرفت عائشة على مرض أبيها، وقد أوصى أبو بكر السيدة عائشة أن يدفن بجوار النبى محمد، فلما توفى حفر له فى حجرة عائشة، وجُعل رأسه عند كتفى النبى محمد، بعد وفاة أبى بكر، كرّست السيدة عائشة حياتها لنشر الدين الإسلامى، فكانت تروى الحديث وتفتى فى أمور الدين.

وفاتها

بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بسبعة وأربعين عاما، توفيت السيدة عائشة رضى الله عنها ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة 58 من الهجرة الموافق 678 من الميلاد فى خلافة معاوية وهى ابنة ستة وستين سنة ودفنت بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة رضى الله عنه.

 

 

 

موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9

 

إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9

إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9

إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9
إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى