قصص طويلة

قصة (مأساة) الجزء الثاني

أخذت مريم إبنتها منه وانسحبت من أمامه صامتة ،ظل عمر واقفا ينظر مندهشا ما رأى ، نزلت زوجته التي إسمها حسنا تقربت منه قالت مابك يا عمر ما الذي أصابك،نظر إليها و قال لا شيء لا شيء ، ثم خرج من البيت صامتا ، تماشى قليلا ، توقف ، وضع رأسه على الحائط و هو في قهر شديد ،رآه الرجل من بعيد الذي يعمل في تلك الغرفة ، وهو يراقبه .
جلست مريم وابنتها بين يديها ، وهي سارحة ،تقربت هدى منها قالت مابك يا مريم هل انت بخير ،قالت نعم نعم ،

في هذه اللحظة تدخل حسنا ، سلمت على هدى ، ثم عرفتها على مريم و قالت مستأجرة جديدة في هذا البيت ،
قالت حسنا مرحبا بك اختي ،إبتسمت مريم لها ثم حملت إبنتها وانصرفت ، صعدت لغرفتها ، دخلت ، أغلقت الباب.

جلس عمر وحده وهو يفكر في الماضي كيف كان و كيف أصبح بعد أعوام ،في الليل ، وصل غريب ألقى السلام من بعيد على الرجل الذي يعمل في الغرفة ، ودخل البيت ، وجد رجل جالس و هو زوج هدى إسمه زيدان ، تقرب منه سلم عليه
قال زيدان دعنا نجلس ونتحدث ونتعرف على بعض أكثر إن لم يكن عندك مانع ،
قال غريب نعم كما تريد ، جلسو يتحدثون ،
دخل عمر ألقى السلام ، تقرب منهم ، تعرف على غريب ، فأدرك أنه زوج مريم ،
قال عمر رأيت إبنتك إنها جميلة سألتها إبنة من أنت فأجابتني أنها إبنة أبيها ،
ضحك غريب و قال شكرا لك ،
قال زيدان إجلس يا عمر و نتسامر ،
قال غريب إجلسو أنتم سأذهب كي أرتاح قليلا من عملي ، ثم إنصرف غريب ،ظل عمر واقفا ينظر إليه ، و هو شديد الكتمان.

دخل غريب الغرفة ، ركضت إبنته له ، حملها وهو يقبلها و يداعبها ،تقربت مريم ، وهي تبتسم تخفي إرتباكها ،قالت هل أفعل لك شيء ،قال سألعب مع إبنتي قليلا ، حتى تجهزي لي الحمام ،إبتسمت مريم له ، جلس غريب وهو يلعب مع إبنته.
بعد مرور أيام تطورت العلاقة بين عمر و غريب كأصدقاء ، كأن قلوبهم كانت منسجمة للطرفين ، رأى زيدان هذه العلاقة فأصابته الغيرة ، جاء غريب بعده واستطاع كسب صداقة عمر ، فكتم في قلبه وهو يكاد ينفجر من الغيرة ،ومريم كانت تتجنب ملاقات عمر ، حفاظا على بيتها الزوجية ، أما عمر فإن ما في القلب فإنه كاتمه ،بينما مريم في الحديقة تلاعب إبنتها ، يأتي عمر يتقرب منها ، نظرت إليه ، وهو ينظر إليها.
قال كيف حالك ،قالت بخير ، وابتعد أرجوك لا تسبب لي المتاعب
قال تغيرت كثيرا وازدتي حيائا ،حملت إبنتها و أرادت الإنصراف وقف في طريقها قال لن أسبب لك اي متاعب يا مريم أردت أن ألقي السلام فقط ،
قالت وهي غاضبة : لا تلقي السلام على إمرأة في ذمة رجل قال وهو بكامل صراحته معها : ألم أقل لك أنك تزدادين حيائا ،
غضبت مريم وانسحبت بهدوء.
رأى زيدان من بعيد ما رأى فأدرك أن هناك شيء بينهم ،إتصل بغريب و أراد رؤيته في مكان وصل إليه ،
قال غريب مابك يا زيدان لماذا أتيت بي إلى هنا ، كنا سنلتقي في البيت و نتحدث ،
قال زيدان لا أدري ما أقول يا غريب ولكن سأقول ما رأت عيناه فقط ، وانت حر في فهمك ،
قال غريب ماذا ؟!،قال زيدان رأيت زوجتك في الحديقة مع عمر يتحدثون وكأن شيء بينهم ،
صمت غريب غاضبا وهو ينظر لزيدان كيف يتجرأ و يحدثه بهذه الطريقة ،
رأى زيدان الغضب في وجه غريب فقال له أخبرتك فقط بما رأت عيناي يا غريب لا أكثر ولا أقل ، ثم إنسحب ،
ظل غريب واقفا والغضب في عينيه.
ذهب للبيت ، دخل غرفته و هو شديد الكتمان ، حمل إبنته ، جلس وهو يلاعبها ،تقربت مريم منه ، جلست أمامه ، وهي تبتسم ،قالت مابك يا غريب هل انت بخير ،قال نعم ، لا شيء ،
قالت سأذهب للمطبخ مع هدى كي نحضر شيء نأكله ، تبقى مع رقية قليلا ،قال نعم إذهبي أنا هنا ،
إبتسمت مريم ، قبلت زوجها على خده و خرجت من الغرفة.
مر غريب بليلة صعبة وهو يفكر بكلام زيدان ، أحس كأن كرامته في الأرض ، ولكنه كان لا يحدث مريم ولم يستطع النظر لوجهها ، و مريم أحست بابتعاد زوجها عنها ولكن لم تفعل شيء ولم تأخذ الأمر أهمية فقالت بينها وبين نفسها ربما من العمل ،دخلت مريم المطبخ مع إبنتها وهي سعيدة و تقول سأحظر لإبنتي الحليب كي تكون قوية ، و الطفلة تضحك مع أمها ،
رآها عمر من بعيد ، نظر لأجواء البيت لا أحد موجود ، فدخل المطبخ ، ، رأته مريم في تلك الساعة فارتعبت ، وهي أمام إبنتها.
قال أسألك سؤال فقط وأعدك أنني لن أضايقك أبدا ،نظرت مريم إليه غاضبة و قالت لا تسأل دعني و شأني ألا تفهم ،
قال أمازال الحنين يجذبك للماضي ،نظرت مريم إليه مستغربة و رمت أعينها من ورائه بأشد إستغرابا ما رأت
رآها عمر هكذا تنظر فالتفت ، و إذ به غريب واقفا ورائه …….
انتظروا الجزء الثالث 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى